القزدغلي: لا أدعو إلى التطبيع.. إنها حملة مفتعلة لأسباب سياسوية مشبوهة
دعا الأستاذ الجامعي، الحبيب القزدغلي، اليوم الثلاثاء، الجهات المنددة بمشاركته في مؤتمر علمي ينعقد بباريس، أيام 16 و17 و18 أفريل 2023، إلى الكف عن شن "حملة مفتعلة لأسباب سياسوية مشبوهة".
واعتبر القزدغلي، في تصريح لوكالة تونس افريقيا للأنباء، أن التطبيع قضية تتعلق بالدول لا بالأشخاص، مشددا أنه لم يسبق له الدعوة للتطبيع أو تبريره بأيّ شكل من الأشكال.
وبيّ أنّ ما أثير من لغط حول "قضية التطبيع" باعتبار حضور بعض المؤرخين المنتمين لجامعات اسرائيلية، الى جانب باحثين منتمين الى جامعات ايطالية وفرنسية وأمريكية في هذا المؤتمر ليس له من مبرر باعتبار أن ذلك تم ايضا في كل الملتقيات السابقة كما هو الشأن في كل المؤتمرات الدولية العلمية وكما سيكون الأمر في هذه المرة في حدود الموضوع المطروح في الندوة التي ستنشر أعمالها لاحقا.
ولفت إلى أنه سبق، أن شارك في الدورات السابقة لهذا المؤتمر، عشرات الباحثين والباحثات التونسيين والتونسيات الى جانب باحثين من بلدان عديدة مختصين في تاريخ البلاد التونسية.
وأشار إلى أنّ هذه الندوة ستلتئم بمبادرة من جمعية "تاريخ اليهود في تونس"، وهي جمعية علمية فرنسية أسسها في باريس عدد من اليهود التونسيين قبل 25 عامًا (1997) ،وقد سبق لها أن نظمت خلال العقود الماضية عددا من الملتقيات الدولية في جامعة السربون وغيرها من الأماكن حول تاريخ التونسيين اليهود وهي منشورة وموجودة في المكتبات.
وبيّن أنّ هذه الندوة ستتناول من منظور علمي آكاديمي بحث مسألة العلاقة بين الدين والقانون لدى اليهود التونسيين وقد استجاب الى دعوة المنظمين عدد من الباحثين من مختلف بلدان العالم وذلك بشكل فردي كما يجري في كل المؤتمرات الدولية ودون تمثيل لأي بلد او منظمة او جامعة أو جهة كانت.
وكانت الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي قد ندّدت في بيانها، الثلاثاء 11 افريل 2023، بمشاركة عدد من الجامعيين التونسين في هذا المؤتمر بحضور جامعيين اسرائليين، مشددة على أن مناهضة التطبيع ثابتة من ثوابت الاتحاد العام التونسي للشغل والجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي.
ودعت الجامعيات والجامعيين التونسيين إلى مزيد الاحتياط والتثبت قبل المشاركة في مثل هذه الملتقيات الدولية حتى لا يقعوا في مغبة التطبيع الأكاديمي.
بدورها، عبّرت جامعة منوبة، أمس الثلاثاء، عن استغرابها من تسجيل باحثين تونسيين بصفة الانتساب إليها بالملتقى العالمي لجمعيّة تاريخ اليهود بالبلاد التّونسيّة الذي ينعقد بباريس الأيام القادمة ووردت ببرنامجه أسماء باحثين من ثلاث جامعات إسرائيليّة، معتبرة أنّ "وراء ذلك سعي ماكر إلى التّطبيع".
وذكرت في بيان لها أنّه إثر الاطلاع عبر وسائل التّواصل الاجتماعيّ، على البرنامج تفاجأت بوجود باحثين تونسيّين، إلى جانب مشاركين من جامعات إسرائيليّة.
ورأت أنّ قبولَ المشاركة في ذلك الملتقى، ببرنامجه المشار إليه، مسألةٌ شخصيّة يتحمّل مسؤوليتها من يُقدِم عليها، داعية مَن له أجندَا خاصّة ألاّ يستعمل في خدمتها اسمَ جامعة منّوبة، وهو يعلم أنّها الجامعة الوطنيّة العريقة الّتي تخلّت منذ سنتين عن احتضان ملتقًى عالميٍّ ضخمٍ، إذ حاولت الهيئة الدّوليّة الأجنبيّة السّاهرة على تنظيمه، فرضَ مشاركة أكاديميّين من جامعات إسرائيليّة فيه.